روى عضو المجلس الثوري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني 'فتح' ومفوض الإعلام والتعبئة الفكرية للحركة في قطاع غزة 'القصة الكاملة لاختطافه من قبل مليشيات القوة التنفيذية الدموية، إلى جانب عدد من قادة القوى الفلسطينية في غزة يوم الجمعة الماضي وعلى رأسهم مسئول فتح في القطاع وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الدكتور زكريا الأغا، إضافة إلى احمد نصر ، وجميلة صيدم ، وهما عضوا مجلس ثوري لفتح أيضاً ، ووليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب ، وحلمي الغول مستشار رئيس الوزراء سلام فياض ، إضافة إلى مسئولين آخرين.
وإليكم تفاصيل الاختطاف موردوه علي لسان أبو النجا عضو المجلس الثوري لحركة فتح:
المنع من أداء الصلاة.
وقال أبو النجا "لقد خرجنا من مقر اللجنة التنفيذية الواقع غربي مدينة غزة لأداء صلاة الجمعة في ساحة الكتيبة وفي مقدمتنا الدكتور زكريا الأغا وحشد من المسئولين وقبل أن نصل المكان لاحظنا الانتشار الكثيف لعناصر حركة حماس المسلحين والمدنيين المنتشرين في المنطقة ، وعندما اقتربنا من المنطقة ، اعترضوا طريقنا ، إلا أننا واصلنا المسير ، وقلنا لهم سنصلي الجمعة ، فردوا علينا بالقول "ممنوع" ، أنتم خارجون عن القانون ، وأنتم تخالفون قرارات الشرعية وعلى ذلك لا يوجد ما يعطيكم الحق في الصلاة، وعندما لم نستطع أداء الصلاة عدنا أدراجنا إلى مقر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ، فإذا بمحيط المقر محاصر من عناصر القوة ، صعدنا إلى فوق ، وقد سمعنا كلاما بذيئا "شتم وسب وقدح وذم" لم نسمع بكلام مثله في حياتنا ، بعد ذلك بدأت قوات التنفيذية بالوصول إلى المكان .
وتابع " لحظتها قررنا مغادرة المقر إلى بيوتنا ، وعندما هممنا جميعاً فإذا بهم يحاصروننا ، ويمنعوننا من أخذ سياراتنا ، والخروج ، وقالوا لنا "أنتم معتقلون ، ممنوعون من المغادرة" انتظرنا بعد ذلك ثلث ساعة سمعنا خلالها من الوعيد الكثير ، وطلبوا سيارة باص متوسطة لنقلنا إلى مقر الأجهزة الأمنية في غزة "السرايا" ، وبعد وصولنا إلى السرايا أدخلونا قاعة كبيرة ، والأخوات في قاعة مجاورة ، وفور جلوسنا أوقفوا الشباب على الجدران ووجوههم إليها ، وأخذوا يضربونهم بالعصا الغليظة بقسوة إلى أن "سلخوا جلدهم" ، وقال لنا بعض ضباط القوة التنفيذية "انظروا ماذا يحدث لهم" في إشارة تهديدية لكبار القادة، وقال ضباط آخرون "اضربوهم حتى يرو هؤلاء" بعد أن ضربوا الشباب الصغار أخذونا إلى غرفة ثانية ، وسط سب وشتم على الرئيس محمود عباس وعلى منظمة التحرير وقوى العمل الوطني ، رفضنا تبادل الحديث معهم ، ونقلونا إلى غرفة ثالثة ، كان فيها كبار ضباط القوة الذين أخذوا يعرضون علينا محاورة حماس ، لكننا رفضنا التعليق ، إلا أن بعض الاخوة القادة جادلوهم حول انقلابهم على الشرعية" .
التوقيع على تعهدات
وقال أبو النجا "رفضنا عرضهم بالأكل والشرب" فحذرونا من أننا سنمكث فترة طويلة داخل السرايا ، وهم بذلك يريدون أن يبتزوا حريتنا بجرنا لحوار مع حماس ، لكننا التزمنا الصمت طوال خمس ساعات ونصف من الحجز .
وبعد الساعات الخمس ونصف الساعة خرجنا من السرايا دون أن نوقع على أي تعهد كالذي طلبوه من الأخوات المعتقلات وعددهن (11) وعلى رأسهن الأخت المناضلة جميلة صيدم 'أم صبري' ، وقد وقعن على التعهد الذي يلزمهن بدفع غرامة مالية تصل إلى أربعة ألاف دينار في حال اعتقلوا مرة ثانية .
وأكد ابو النجا علي ان حركته لا تريد استغلال صلاة الجمعة لأي هدف كان "نحن أصدرنا تعميماً لكل أبناء فتح نمنع فيه من الخروج بأي مسيرات بعد الصلاة ، ونمنع الهتاف بالشعارات أو أي شيء كان وقلنا ان الهدف من الصلاة في الساحات خارج المساجد هو 'للصلاة فقط' بعيداً عن خطباء المساجد الذين حرفوا خطبهم عن رسالة المسجد النبيلة" ، وتابع "الصلاة في الساحات العامة نتيجة الخطب التحريضية التي يلقيها الخطباء على مسامع المصلين وتطفح بالسب والشتم وكيل الاتهامات والتحريض على فتح وقادتها وعناصرها وأنصارها" هذا السب والشتم والتحريض آذى المصلين كلهم وليس أبناء فتح وحدهم ، وعندما تقرر حماس توجيه إرشادات لخطباء المساجد بالكف عن السباب والابتعاد عن الاتهامات ، وعدم تسخير المسجد لبث الفرقة والفتنة بين المسلمين أبناء الوطن الواحد عندها تنتفي الدعوة للصلاة خارج المسجد .
وإن عدتم عدنا
وأوضح أبو النجا 'ان عودة المواطنين للصلاة في المساجد يتوقف على ضبط الخطباء خطابهم الديني' وعدم تكريسه للفرقة والانقسام بين المسلمين، والابتعاد بالمسجد والمصلين عن التخوين والتكفير والشتم والسب والقدح والذم.
ونفى أبو النجا تخطيط حركته 'فتح' لعصيان مدني في وجه حماس تكون نقطة بدايات الصلاة خارج المسجد ، كما أن 'فتح لا تفكر في مواجهة سيطرة حماس على غزة بالسلاح' ، وعبر عن أسفه لاتهام حماس المستمر لحركته بالسعي للعصيان المدني والمواجهة العسكرية ، وقال ' حماس لا تملك الحجة ولا الدليل ولا تملك أي واقعة يستدل بها على حديثهم المزعوم' وكل ما يقال في هذا السياق هو كلام 'لا أساس له' وادعاءات عارية عن الصحة ، وتساءل ، بماذا تستدل حركة حماس على العصيان؟ ما هي الأدلة المادية التي لديهم ؟ وقال 'لقد اتهموا أبناء فتح أنهم عملاء ويخططون لإثارة الفوضى ، وبعد يومين يطلقون سراحهم بعد تعذيبهم تعذيباً شديداً، متسائلاً 'كيف يتم الإفراج عن عملاء وجواسيس بهذه السرعة من السجون'؟.
وقال ' نتمنى أن يكون هناك شيء محدد تستطيع حماس أن تقنع به الآخرين'ما هو الشيء الذي تقوم به حركة فتح لكي تنفذ عصيان مدني ؟ مضيفاً ' فتح تتلقى الاهانات يومياً' وكل وسائل الإعلام والمراكز الحقوقية ترصد كل هذه الانتهاكات التي يتعرض لها أبناء وقيادات فتح .
وجدد أبو النجا تأكيد شروط حركته للحوار مع حماس ، قائلاً ان الحوار يتطلب أمور تعرفها حماس جيداً ' تراجع حركة حماس عن نتائج الحسم العسكري ، وتقديم اعتذارها للشعب الفلسطيني ، والالتزام بالشرعية الفلسطينية' ويضيف ، هذه هي شروط الحوار ، وهناك قواعد وأسس سليمة وواضحة لأي حوار .
وتسأل أبو النجا : ما هو الحوار الذي تريده حماس ؟ ويجيب : 'حماس تريد من فتح الذهاب مذعنة لحوار تفرض فيه حماس شروطها علينا، وهذا لن يكون إطلاقا مهما كان ومهما حصل.
ورغم رفض فتح الذهاب للحوار إلا أنه أكد حرص فتح على تعزيز الوحدة الوطنية، وحريصة على إعادة اللحمة والنسيج الاجتماعي والوطني الذي تأثر بشكل كبير نتيجة الحسم العسكري الذي قامت به حركة حماس.
وأقر أبو النجا بتراجع اهتمام العالم بالقضية الفلسطينية، وإصابة القضية بنكسة اثر الأحداث الأخيرة ' القضية الفلسطينية اليوم على مفترق طرق خطير وحساس' ، لأن الصراع اليوم يقتصر على قضايا الحياة اليومية المعاشة للمواطنين ، كالمعابر والحدود، ، والعلاج، وغير ذلك من القضايا اليومية ، فيما غاب الشق السياسي عن المشهد الفلسطيني